عن مخطوط بدير العذراء ( برموس عن مخطوط بدير العذراء ( برموس )
الأنيا كاراس السائح
---------------------------------
------------------------
يقول لنا أنيا بموا أعلمكم يا أخواتى بما جرى فى يوم من الأيام سمعت صوتا يقول لى ثلاث مرات يا بموا يا بموا يا بموا
وهنا لفت إنتباهى أن هذا الصوت صوت من السماء وغير مألوف لدى إذا لم ينادينى أحدا بإسمى كثيرا فرفعت عينى الى السماء وقلت تكلم يارب فإن عبدك سامع .
فقال لى الصوت قم يا بموا وأسرع عاجلا الى البرية الجوانية حيث تلتقى الأنبا كاراس فتأخد بركته لأنه مكرم عندى جدا أكثر من كل أحد لأنه كثيرا ما تعب من أجلى "وسلامى يكون معك" .
فخرجت من كنيستى وسرت فى البرية وحدى فى فرح عظيم وأنا لست أعلم الطريق فى يقين ثابت أن الرب الذى أمرنى سوف يرشدنى ....ومضى ثلاثة أيام وأنا أسير فى الطريق وحدى وفى اليوم الرابع وصلت لإحدى المغارات ....وكان الباب مغلقا بحجر كبير فتقدمت الى الباب وطرقته كعادة الأخوه الرهبان وقلت أغابى (اى محبه) بارك على يا أبى الثديس وللوقت سمعت صوتا يقول لى جيد أن تكون هنا اليوم يا بموا كاهن كنيسه جبل شيهيت الذى أستحق أن يكفن القديسة الطوباوية ايلاريه إبنه الملك العظيم زينون .
ثم فتح لى الباب ودخلت وقبلنى وقبلته ثم جلسنا نتحدث بعظائم الله ومجده فقلت له يا أبى القديس هل يوجد فى هذا الجبل قديس آخر يشبهك قتطلع الى وجهى وأخد يتنهد ثم قال لى يا أبى الحبيب يوجد فى البرية الجوانية قديس عظيم . العالم لا يستحق وطأه واحدة من قدميه وهو الأنيا كاراس .
زهنا وقفت ثم قلت له "إذن يا أبى من أنت " فقال لى أنا أسمى (سمعان القلاع) وأنا لى اليوم ستون سنة لم أنظر فى وجه أنسان وأتقوت فى كل يوم سبت بخبزة واحدة أجدها موضوعة على هذا الحجر والذى تراه خارج المغارة وبعد أن تباركت منه سرت فى البرية ثانيا ثلاثة أيام بين الصلاة والتسبيح حتى وصلت الى مغارة أخرى كان بابها مغلقا فقرعت وقلت "بارك على يا أبى القديس " فأجابنى
حسنا قدومك الينا يا قديس الله أنبا بموا الذى أستحق أن يكفن القديسة الطوباوية ايلاريه إبنه الملك العظيم زينون أدخل بسلام .
فدخلت ثم جلسنا نتكلم وقلت له علمت أنه فى هذة البريه قديس اخر يشبهك فإذا به يقف ويتنهد قائلا الويل لى أعرفك يا أبى ان داخل هذه البريه قديس عظيم صلواته تبطل الغضب الذى يأتى من السماء هذا الذى هو حقا شريك للملائكه فقلت له وما هو أسمك يا ابى القديس فقال لى إسمى ( أبامود القلاع ) ولى فى البريه تسعو وتسعون سنة وأعيش على هذا النخيل الذى يطرح لى التمر واشكر المسيح وبعد ان باركنى خرجت من عنده بفرح وسلام وسرت قليلا واذا بى أجد انى لا استطيع ان انظر الطريق ولا استطيع ان اسير وبعد مضى الوقت فتحت عينى فوجدت نفسى اسير امام مغارة فى صخرة فى جبل فتقدمت ناحية الباب وقرعت وقلت (أغابى) وللوقت تكلم معى صوت من الداخل قائلا حسنا أتيت اليوم يا أنبا بموا قديس الله الذى أستحق أن يكفن القديسة الطوباوية ايلاريه إبنه الملك العظيم زينون .فدخلت المغارة وأخدت انظر اليه لمدة طويلة لانه كان ذا هيبه ووقار . فكان أنسان منير جدا ونعمه الله فى وجهه وعيناه مضيئتان جدا وهو متوسط القامه وذو لحيه طويلة لم يتبقى فيها الا شعيرات سوداء قليلة ويرتدى جلبابا بسيطا وهو نحيف الجسم وذو صوت خفيف وفى يده عكاز . ثم قال لى أتيت اليوم الى واحضرت معك الموت لأن لى اليوم زمن طويل فى انتظارك أيها الحبيب ثم قلت له ما هو أسمك يا ابى القديس ؟ فقال لى اسمى كاراس .
فقلت له وكم من السنين لك فى هذة البريه قال منذ سبع وخمسين سنة لم أنظر فى وجه انسان وكنت انتظرك بكل فرح واشتياق ثم مكثت عنده يوما وفى نهايه اليوم مرض قديسنا الانيا كاراس بحمى شديدة وكان يتنهد ويبكى ويقول الذى كنت اخاف منه عمرى كله جاءنى فيارب الى اين اهرب من وجهك كيف اختفى حقا ما ارهب تلك الساعه كرحمتك يارب وليس كخطاياى .
ولما أشرقت شمس اليوم الثانى كان الانبا كاراس راقدا لا يستطيع الحراك وإذ بنور عظيم يفوق نور الشمس يضئ على باب المغارة ثم دخل انسان منير جدا يلبس ملابس بيضاء ناصعة كالشمس . وفى يده صليب مضئ وكنت فى ذلك الحين جالسا عند قدمى القديس كاراس . وقد تملكنى الخوف والدهشة واما هذا الانسان النورانى فقد تقدم نحو الانبا كاراس ووضع الصليب على وجهه ثم تكلم معه كلام كثيرا وأعطاه السلام وخرج .
فتقدمت الى ابينا القديس الانبا كاراس لاستفسر عن هذا الانسان الذى له كل هذا المجد فقال لى بكل ابتهاج هذا هو السيد المسيح وهذة هى عادته معى كل يوم يأتى الى ليباركنى ويتحدث معى ثم ينصرف فقلت له يا ابى القديس اشتهى ان يباكرنى رب المجدد فقال لى انك قبل ان تخرج من هذا المكان سوف ترى الرب يسوع فى مجده ويباركك ويتكلم معك ايضا ولما بلغنا اليوم السابع من شهر ابيب وجدت الانبا كاراس قد رفع عينيه الى السماء وهى تنغمر بالدموع ويتنهد بشدة . ثم قال لى ان عمودا عظيما قد سقط فى صعيد مصر وخسرت الارض ثديسا لا يستحق العالم كله ان يكون موطئا لقدميه . انه القديس شنودة رئيس المتوحدين وقد رأيت روحه صاعدة الى علو السماء وسط ترتيل الملائكه واسمع بكاء وعويلا على أرض صعيد مصر كلها وقد اجتمع الرهبان حول جسد القديس المقدس يتباركون منه وهو يشع نورا ولما سمعت هذا احتفظت بتاريخ نياحه الانبا سنودة فى لاسابع من أبيب .
وفى اليوم التالى اى الثامن من ابيب اشتد المرض على ابينا الانبا كاراس وفى منتصف هذا اليوم ظهر نور شديد يملأ المغارة ودخل الينا مخلص العالم وأمامه رؤساء الملائكة ميخائيل وغبريال ولفيف من الملائكة ذو الستة أجنحه واصوات التسابيح هنا وهناك مع رائحه بخور .
وكنت جالسا عند قدمى الانبا كاراس فتقدم المسيح له المجد وجلس عند رأس القديس الانبا كاراس الذى أمسك بيد مخلصنا اليمنى وقال له من أجلى ياربى والهى بارك عليه لانه قد أتى الى من كورة بعيدة لاجل هذا اليوم فنظر رب المجد الى وقال سلامى يكون معك يا بموا الذى رأيته وسمعته تقوله وتكتبه لاجل الانتفاع بيه . اما انت يا حبيبى كاراس فكل انسان يقدر خمر او قربانا او بخورا او زيتا او شمعا تذكارا لاسمك انا اعوضه أضعاف فى ملكوت السموات وكل من يشبع جائعا او يسقى عطشانا او يكسى عريانا او يأوى غريبا بأسمك انا اعوضه اضعافا فى ملكوتى ومن يكتب سيرتك المقدسه أكتب اسمه فى سفر الحياة وكل من يعمل رحمه فى يوم تذكارك أعطيه ما لم تراه عين وما لم تسمع به أذن وما لم تخطر على قلب بشر والان يا حبيبى كاراس أريدك أن تسألنى طلبه أصنعها لك قبل انتقالك .
فقال له الانبا كاراس يا ربى لقد كنت اتلوا المزامير ليلا ونهارا وتمنيت ان انظر داود النبى وانا فى الجسد وفى لمح البصر جاء داود وهو يمسك بيده قيثارته وينشد مزموره هذا هو اليوم الذى صنعه الرب فلنفرح ونبتهج به .
فقال الانبار كاراس أننى اريد ان اسمع العشرة فى دفعة واحدة والالحان والنغمات معا فحرك داود قيثاررته وقال كريم امام الرب موت احباؤه وبينما داود يترنم بالمزامير وقيثارته وصوته الجميل وبينما القديس فى ابتهاج عظيم اذا بنفس القديس تخرج من جسده المقدس الى حضن مخلصنا القالح الذى أخذها وقدمها وأعطاها لميخائيل رئيس الملائكة ثم ذهبت انا بموا وقبلت جسد القديس كاراس ... وكفنته فأشار لى رب المجد بالخروج من المغارة فخرجت ثم خرج هو مع الملائكة بترتيل وتسابيح أمام نفس القديس وتركنا الجسد فى المغارة ووضع رب المجد يده عليها فسارت كأن ليس له باب قط يفتح وصعد الكل الى السماء بفرح .
وبقيت أنا وحدى واقفا فى هذا الموضع ختى غاب عنى هذا المنظر الجميل ثم أغلقت عينى من شدةة النور والمنظر الجميل وعندما فتحت عينى وجدت نفسى امام مغارة الانبار ابامود القلاع مكثت عنده ثلاثه ايام اخرى ثم تركته وذهبت الى الانبا سمعان القلاع ومكثت معه ثلاث ايام اخرى ثم تركته ورجعت الى جبل شيهيت حيت كنيستى .
وهناك قابلت الاخوه كلهم وقلت لهم سيرة القديس الطوباوى الانبا كاراس السائح العظيم وكلام قديسنا عن نياحه الانبا شنودة رئيس المتوحدين .
وبعد خمسة ايام جاءت الينا رساله من صعيد مصر تقول ان القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين قد تنيح بسلام فى نفس اليوم الذى رآه الانبا كاراس .
بركه السيدة العذراء ام النور
والقديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين
والانبار كاراس السائح
تكون معنا
ولربنا المجد الدائم الى الابد آمين ...]
الأنيا كاراس السائح
---------------------------------
------------------------
يقول لنا أنيا بموا أعلمكم يا أخواتى بما جرى فى يوم من الأيام سمعت صوتا يقول لى ثلاث مرات يا بموا يا بموا يا بموا
وهنا لفت إنتباهى أن هذا الصوت صوت من السماء وغير مألوف لدى إذا لم ينادينى أحدا بإسمى كثيرا فرفعت عينى الى السماء وقلت تكلم يارب فإن عبدك سامع .
فقال لى الصوت قم يا بموا وأسرع عاجلا الى البرية الجوانية حيث تلتقى الأنبا كاراس فتأخد بركته لأنه مكرم عندى جدا أكثر من كل أحد لأنه كثيرا ما تعب من أجلى "وسلامى يكون معك" .
فخرجت من كنيستى وسرت فى البرية وحدى فى فرح عظيم وأنا لست أعلم الطريق فى يقين ثابت أن الرب الذى أمرنى سوف يرشدنى ....ومضى ثلاثة أيام وأنا أسير فى الطريق وحدى وفى اليوم الرابع وصلت لإحدى المغارات ....وكان الباب مغلقا بحجر كبير فتقدمت الى الباب وطرقته كعادة الأخوه الرهبان وقلت أغابى (اى محبه) بارك على يا أبى الثديس وللوقت سمعت صوتا يقول لى جيد أن تكون هنا اليوم يا بموا كاهن كنيسه جبل شيهيت الذى أستحق أن يكفن القديسة الطوباوية ايلاريه إبنه الملك العظيم زينون .
ثم فتح لى الباب ودخلت وقبلنى وقبلته ثم جلسنا نتحدث بعظائم الله ومجده فقلت له يا أبى القديس هل يوجد فى هذا الجبل قديس آخر يشبهك قتطلع الى وجهى وأخد يتنهد ثم قال لى يا أبى الحبيب يوجد فى البرية الجوانية قديس عظيم . العالم لا يستحق وطأه واحدة من قدميه وهو الأنيا كاراس .
زهنا وقفت ثم قلت له "إذن يا أبى من أنت " فقال لى أنا أسمى (سمعان القلاع) وأنا لى اليوم ستون سنة لم أنظر فى وجه أنسان وأتقوت فى كل يوم سبت بخبزة واحدة أجدها موضوعة على هذا الحجر والذى تراه خارج المغارة وبعد أن تباركت منه سرت فى البرية ثانيا ثلاثة أيام بين الصلاة والتسبيح حتى وصلت الى مغارة أخرى كان بابها مغلقا فقرعت وقلت "بارك على يا أبى القديس " فأجابنى
حسنا قدومك الينا يا قديس الله أنبا بموا الذى أستحق أن يكفن القديسة الطوباوية ايلاريه إبنه الملك العظيم زينون أدخل بسلام .
فدخلت ثم جلسنا نتكلم وقلت له علمت أنه فى هذة البريه قديس اخر يشبهك فإذا به يقف ويتنهد قائلا الويل لى أعرفك يا أبى ان داخل هذه البريه قديس عظيم صلواته تبطل الغضب الذى يأتى من السماء هذا الذى هو حقا شريك للملائكه فقلت له وما هو أسمك يا ابى القديس فقال لى إسمى ( أبامود القلاع ) ولى فى البريه تسعو وتسعون سنة وأعيش على هذا النخيل الذى يطرح لى التمر واشكر المسيح وبعد ان باركنى خرجت من عنده بفرح وسلام وسرت قليلا واذا بى أجد انى لا استطيع ان انظر الطريق ولا استطيع ان اسير وبعد مضى الوقت فتحت عينى فوجدت نفسى اسير امام مغارة فى صخرة فى جبل فتقدمت ناحية الباب وقرعت وقلت (أغابى) وللوقت تكلم معى صوت من الداخل قائلا حسنا أتيت اليوم يا أنبا بموا قديس الله الذى أستحق أن يكفن القديسة الطوباوية ايلاريه إبنه الملك العظيم زينون .فدخلت المغارة وأخدت انظر اليه لمدة طويلة لانه كان ذا هيبه ووقار . فكان أنسان منير جدا ونعمه الله فى وجهه وعيناه مضيئتان جدا وهو متوسط القامه وذو لحيه طويلة لم يتبقى فيها الا شعيرات سوداء قليلة ويرتدى جلبابا بسيطا وهو نحيف الجسم وذو صوت خفيف وفى يده عكاز . ثم قال لى أتيت اليوم الى واحضرت معك الموت لأن لى اليوم زمن طويل فى انتظارك أيها الحبيب ثم قلت له ما هو أسمك يا ابى القديس ؟ فقال لى اسمى كاراس .
فقلت له وكم من السنين لك فى هذة البريه قال منذ سبع وخمسين سنة لم أنظر فى وجه انسان وكنت انتظرك بكل فرح واشتياق ثم مكثت عنده يوما وفى نهايه اليوم مرض قديسنا الانيا كاراس بحمى شديدة وكان يتنهد ويبكى ويقول الذى كنت اخاف منه عمرى كله جاءنى فيارب الى اين اهرب من وجهك كيف اختفى حقا ما ارهب تلك الساعه كرحمتك يارب وليس كخطاياى .
ولما أشرقت شمس اليوم الثانى كان الانبا كاراس راقدا لا يستطيع الحراك وإذ بنور عظيم يفوق نور الشمس يضئ على باب المغارة ثم دخل انسان منير جدا يلبس ملابس بيضاء ناصعة كالشمس . وفى يده صليب مضئ وكنت فى ذلك الحين جالسا عند قدمى القديس كاراس . وقد تملكنى الخوف والدهشة واما هذا الانسان النورانى فقد تقدم نحو الانبا كاراس ووضع الصليب على وجهه ثم تكلم معه كلام كثيرا وأعطاه السلام وخرج .
فتقدمت الى ابينا القديس الانبا كاراس لاستفسر عن هذا الانسان الذى له كل هذا المجد فقال لى بكل ابتهاج هذا هو السيد المسيح وهذة هى عادته معى كل يوم يأتى الى ليباركنى ويتحدث معى ثم ينصرف فقلت له يا ابى القديس اشتهى ان يباكرنى رب المجدد فقال لى انك قبل ان تخرج من هذا المكان سوف ترى الرب يسوع فى مجده ويباركك ويتكلم معك ايضا ولما بلغنا اليوم السابع من شهر ابيب وجدت الانبا كاراس قد رفع عينيه الى السماء وهى تنغمر بالدموع ويتنهد بشدة . ثم قال لى ان عمودا عظيما قد سقط فى صعيد مصر وخسرت الارض ثديسا لا يستحق العالم كله ان يكون موطئا لقدميه . انه القديس شنودة رئيس المتوحدين وقد رأيت روحه صاعدة الى علو السماء وسط ترتيل الملائكه واسمع بكاء وعويلا على أرض صعيد مصر كلها وقد اجتمع الرهبان حول جسد القديس المقدس يتباركون منه وهو يشع نورا ولما سمعت هذا احتفظت بتاريخ نياحه الانبا سنودة فى لاسابع من أبيب .
وفى اليوم التالى اى الثامن من ابيب اشتد المرض على ابينا الانبا كاراس وفى منتصف هذا اليوم ظهر نور شديد يملأ المغارة ودخل الينا مخلص العالم وأمامه رؤساء الملائكة ميخائيل وغبريال ولفيف من الملائكة ذو الستة أجنحه واصوات التسابيح هنا وهناك مع رائحه بخور .
وكنت جالسا عند قدمى الانبا كاراس فتقدم المسيح له المجد وجلس عند رأس القديس الانبا كاراس الذى أمسك بيد مخلصنا اليمنى وقال له من أجلى ياربى والهى بارك عليه لانه قد أتى الى من كورة بعيدة لاجل هذا اليوم فنظر رب المجد الى وقال سلامى يكون معك يا بموا الذى رأيته وسمعته تقوله وتكتبه لاجل الانتفاع بيه . اما انت يا حبيبى كاراس فكل انسان يقدر خمر او قربانا او بخورا او زيتا او شمعا تذكارا لاسمك انا اعوضه أضعاف فى ملكوت السموات وكل من يشبع جائعا او يسقى عطشانا او يكسى عريانا او يأوى غريبا بأسمك انا اعوضه اضعافا فى ملكوتى ومن يكتب سيرتك المقدسه أكتب اسمه فى سفر الحياة وكل من يعمل رحمه فى يوم تذكارك أعطيه ما لم تراه عين وما لم تسمع به أذن وما لم تخطر على قلب بشر والان يا حبيبى كاراس أريدك أن تسألنى طلبه أصنعها لك قبل انتقالك .
فقال له الانبا كاراس يا ربى لقد كنت اتلوا المزامير ليلا ونهارا وتمنيت ان انظر داود النبى وانا فى الجسد وفى لمح البصر جاء داود وهو يمسك بيده قيثارته وينشد مزموره هذا هو اليوم الذى صنعه الرب فلنفرح ونبتهج به .
فقال الانبار كاراس أننى اريد ان اسمع العشرة فى دفعة واحدة والالحان والنغمات معا فحرك داود قيثاررته وقال كريم امام الرب موت احباؤه وبينما داود يترنم بالمزامير وقيثارته وصوته الجميل وبينما القديس فى ابتهاج عظيم اذا بنفس القديس تخرج من جسده المقدس الى حضن مخلصنا القالح الذى أخذها وقدمها وأعطاها لميخائيل رئيس الملائكة ثم ذهبت انا بموا وقبلت جسد القديس كاراس ... وكفنته فأشار لى رب المجد بالخروج من المغارة فخرجت ثم خرج هو مع الملائكة بترتيل وتسابيح أمام نفس القديس وتركنا الجسد فى المغارة ووضع رب المجد يده عليها فسارت كأن ليس له باب قط يفتح وصعد الكل الى السماء بفرح .
وبقيت أنا وحدى واقفا فى هذا الموضع ختى غاب عنى هذا المنظر الجميل ثم أغلقت عينى من شدةة النور والمنظر الجميل وعندما فتحت عينى وجدت نفسى امام مغارة الانبار ابامود القلاع مكثت عنده ثلاثه ايام اخرى ثم تركته وذهبت الى الانبا سمعان القلاع ومكثت معه ثلاث ايام اخرى ثم تركته ورجعت الى جبل شيهيت حيت كنيستى .
وهناك قابلت الاخوه كلهم وقلت لهم سيرة القديس الطوباوى الانبا كاراس السائح العظيم وكلام قديسنا عن نياحه الانبا شنودة رئيس المتوحدين .
وبعد خمسة ايام جاءت الينا رساله من صعيد مصر تقول ان القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين قد تنيح بسلام فى نفس اليوم الذى رآه الانبا كاراس .
بركه السيدة العذراء ام النور
والقديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين
والانبار كاراس السائح
تكون معنا
ولربنا المجد الدائم الى الابد آمين ...]
