منتدى البشارة المفرحة

بسم الاب والابن والروح القدس الالة الواحد امين

عزيزى الزائر/ عزيزتى الزائرة
يرجى التكرم بتسجيلك فى بيتك الثانى
لناخذ بركة حضورك معنا
شكرا لك
ادارة المنتدى


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى البشارة المفرحة

بسم الاب والابن والروح القدس الالة الواحد امين

عزيزى الزائر/ عزيزتى الزائرة
يرجى التكرم بتسجيلك فى بيتك الثانى
لناخذ بركة حضورك معنا
شكرا لك
ادارة المنتدى

منتدى البشارة المفرحة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى البشارة المفرحة

كلمة الحياة+++ من بلدة طوخ دلكة


    حينما يتحطم القارب

    باسم بديع
    باسم بديع
    Admin
    Admin


    ذكر عدد المساهمات : 1407
    تاريخ التسجيل : 02/12/2008
    الموقع : منتدى البشارة المفرحة
    العمل/الترفيه : المدير العام للمنتدى
    المزاج : خادم الرب وشاكر نعمتة

    البابا كيرلس حينما يتحطم القارب

    مُساهمة من طرف باسم بديع الخميس يوليو 29, 2010 12:25 am




    بسم الاب والابن والروح القدس الالة الواحد امين


    حينما يتحطم القارب

    [SIZE="5"]
    ماذا تفعل إذا وجدت نفسك ذات يوم وقد أحاطت بك المخاوف من كل جهة ، تريد أن تحرمك من هدوء الذهن وسلام القلب ؟

    ماذا ، لو ضغطت عليك الشدائد فتهت معها ولم تعد تدرى كيف تتصرف أو إلى أين تسير ..



    ماذا ، لو داهمتك أعاصير الفشل ورياح القلق واشتهيت الراحة وبحثت عنها دون جدوى ..



    ماذا لو تحطم قاربك وبت تصارع بين الغرق والحياة ، وليس من يمد يده لينتشلك .. هل ستخور عزيمتك .. ؟ هل ستنهزم .. هل تفقد الأمل ؟ هل تترك نفسك للغرق ..لا .. لا تستسلم ، الآب السماوى الذى بذل ابنه لأجلك ، فى قلبه لهفة نحوك .. يحبك ، لا يريدك أن تفشل .

    قد يخطئ أصدقاؤك فى فهم مقاصدك وقد يسيئون الظن بك وقد يحاول بعضهم أن يحطم قلبك بخيانته ، أما الله فليس كذلك .. هو "أب" وهل يترك "أبو الرأفة وإله كل تعزية " (2كو 3:1) .

    ابنه يغرق أمام عينيه .. ألا تدفعه محبته التى بلا حدود لكى يتحرك فى الوقت المناسب لينتشله ويحمله على ذراعيه .

    نعم .. نعم ، لن يتركك أبدا إذا وضعت ثقتك كاملة فيه .. سيمد يده القوية نحوك .. سيحول هزيمتك إلى نصرة ، وستذوق عيناك النوم بلا أدوية ..

    صديقى ، ليست هذه كلماتى أنا حتى ترتاب فيها وتظن إنني أخدرك .. كلا ، هذه هي كلمات الكتاب المقدس التى لا تكذب أبدا .

    صديقى ، كفى إهدارا للوقت .. لماذا تترك ذهنك يفكر ويفكر بلا هوادة سائرا فى خط دائرى ليعود فى كل مرة إلى ذات النقطة التى بدأ منها .. ألا تسمع صوت الرب "كفاكم دوران ‎" (تث 3:2) .

    هيا .. إنني أشجعك .. هيا إلى مكان هادئ بعيدا عن الضجيج والصخب .. تعال ومعك أعظم كتاب فى الوجود لتقرأ فيه ..

    هيا ومعك الكتاب المقدس ..

    افتحه ، وقلب فى صفحاته باحثا عن الآيات التى تتحدث عن محبة المسيح ، التأمل فى محبته هو الإنقاذ .. هو أعظم علاج الفشل والقلق ..كم يمتلئ الكتاب بالعديد جدا من هذه الآيات .. كم هى قوية ، ترفع النفس وتجدد الذهن وتملأ القلب بالسلام .. إنها بالفعل كما اختبرها أرميا النبى تجلب الفرح وبهجة القلب (ار 16:15) .

    وقد تقول لى ، لم أنمو بعد فى حياتى مع الله بالقدر الذى يتيح لى أن أصل إلى هذه الآيات ، وحتى إذا وجدتها فليست لى طاقة ذهنية للتأمل فيها والانتفاع منها .. حسنا .. من أجل هذا السبب ارشدنا الله لنكتب لك هذه الصفحات التالية :

    ولتسمح لنا أن نشاركك التأمل فى بعض من الآيات العظيمة للكتاب ، التى تتكلم عن محبة الله لنا ، والتى تسحق القلق وتأتى بالسلام الغامر إلى القلب ..

    ولنبدأ بآية من سفر التثنية :الآية تقول "حبيب الرب يسكن لديه آمنا . يستره طول النهار " (تث 12:33) .

    والآن قبل أن تقرأ التأمل المكتوب فيها ارفع قلبك إلى الله وحدثه بمثل هذه الكلمات :
    يارب .. يا من تحبني ..

    أنت تعلم كل ما أجوز فيه ..

    أنت تشعر بكل ما فى داخلى ..

    سأقول الصدق معك ..

    ليس لى قوة ..

    ولكن نحوك عينى ..

    ليتك تستخدم كلمات التأمللتشجيعى ،ولتحريرى الكامل من القلق ..

    حبيب الرب :هل تصدق أن الرب يحبك ..
    كلمة الله تخبرنا بأن كل مؤمن حقيقى ، فتح قلبه للملك المسيح وقرر أن يحيا فى شركة معه ، له أن يتمتع دائما بهذه الثقة .. إنه "حبيب الرب " .

    • إنه ضمن الذين قال عنهم الرسول بولس إنهم "المحبوبون من الله " (1تس 4:1) .

    • إنه واحد من خراف الرب الخاصة التى يحبها " وفى حضنه يحملها " (أش 11:40) ويدعو كلا منها باسمه (يو 3:10) .

    • وله أن يدرك أن الرب يحبه جدا جدا ، حبا شخصيا خاصا .. ويستطيع أن يقول عنه بفرح "الذى أحبنى وأسلم نفسه لأجلى " (غل 20:2) ..

    • وله أن يتمتع بكلماته الكثيرة المفعمة بالحب مثل "محبة أبدية أحببتك .. " (أر 3:31) ، "لا تخف لأنى فديتك دعوتك باسمك أنت لى " (أش 1:42) ، "أنا الرب إلهك الممسك بيمينك القائل لك لا تخف أنا أعينك " (أش 13:41) .

    • نعم قد يضعف المؤمن ويخطئ فيجرح قلب الرب المحب سواء بعدم الثقة فى أمانته أو بالتعدى على كلماته وأوامره .. لكن مع هذا فالرب "ليس عنده تغيير " (يع 17:1) ، لن يغير قط من محبته .

    يا للمجد ، إن كل مؤمن فى شعب الله له أن يتمتع بهذا الحب ، حتى الذى أتى للتو من الكورة البعيدة معترفا بخطاياه وتائبا عنها .. وهذا الحب سيشفى أعماقه ..

    ترى هل لا تزال نفسيتك مريضة إلى الآن وتعانى من الإحساس بالتفاهة وصغر النفس وانعدام الثقة فى القدرة على النجاح ؟ .. هذه الأحاسيس غالبا ما تسيطر على الإنسان إما بسبب مواقف فشل عديدة مر بها أو نتيجة لتربية بعيدة عن الإنجيل تبنت فكرة أنه أقل أو أصغر من غيره .

    هل أنت كذلك ؟ .. انظر إن سفر التثنية عندما سجل لنا هذه الآية التى تبدأ بعبارة "حبيب الرب " سجلها ضمن حديثه لبنيامين .. وبنيامين هو أصغر إخوانه والوحيد فيهم الذى عانى من صدمة وفاة أمه لحظة ولادته ..

    هل لازلت تعانى من الشعور بالنقص أو من آثار قسوة تعرضت لها بالماضي .. الرب يسوع يقول لك إنه أحب على نحو خاص بنيامين الصغير والذى حرم من حنان الأمومة .. وإنه أيضا يحبك ، يحبك جدا ..

    ادخل إلى مخدعك واغلق بابك ، تحدث معه عن كل آلامك وصراعاتك الداخلية .. لا تمنع دموعك من الانهمار .. سيكشف الرب عن حبه الخاص لك وسيفيض بمحبته العجيبة داخل قلبك ، وسيشبعك ..

    "حبيب الرب " عبارة جميلة جدا وحلوة للغاية .. الرب يحب المؤمنين به جدا ، يسكب محبته فى داخلهم ليشفيهم بها من كل آثار الجروح القديمة التى جرحوا بها فى الماضى من آخرين اقسوا عليهم أو استهزؤا بهم .

    حب الرب يشفى المؤمن من نتائج مواقف الفشل السالفة ويعوضه بغنى عن السنوات التى عاناها محروما من الحب والحنان أو مهانا يتألم من سيطرة الآخرين واستهزائهم ..تأمل معى كيف تمكنت السامرية أن تنتصر على عطشها الشديد لخطية النجاسة ..

    تأمل معى كيف تحولت فى موقف واحد من زانية مهانة إلى كارزة مقتدرة ، ولكن هل تغيرت بالقسوة ؟ .. كلا !! بل بحب الرب ، حبه العجيب ملأ فراغ قلبها .. أشبعها وأرواها ، ففاضت به إلى عطاش آخرين !!

    أيها المؤمن ، هل تحطم قاربك وصرت تصارع الأمواج وحيدا .. إلتفت إلى الأمام ، ستلمح الرب سائرا فوق المياه المخيفة ، يتحداها مقتربا إليك .. امعن النظر إليه .. برغم كل شئ فسترى جماله العجيب ، ستنظر طلعته البهية .. ستنظره يقترب إليك وستسمعه يكلمك بصوته العذب .. رجاء أنصت إليه .. ستصل إلى أذنيك كلمات مطمئنة كثيرة .. سيقول لك إنني أحبك جدا .. إنني أشعر بك .. أنت لست وحيدا ، أنا معك .. لن تغرق أبدا .. لن تنهزم هات يدك بسرعة وضعها بلا تردد فى يدي .. حبيب الرب يسكن لديه آمنا :

    أي أن كل مؤمن مهما كان عمره الروحى صغيرا له أن يتمتع بالسكنى لدى الرب والشعور بالأمان ، مادام قد عزم أن يحيا حياة جادة معه ..كان نوح وأسرته يسمعون أصوات الرياح العاصفة والمياه المتدفقة ، فهل ارتجفت قلوبهم ؟ .. كلا ، لماذا ؟ لأنهم كانوا محتمين داخل فلك ..الرب يسوع هو الفلك الحقيقى الذى يجب أن أختبئ فيه دائما حتى أتمتع بالحماية المؤكدة .

    أيها الرب يسوع ..أعطنى أن أرى نفسى كل حين مختبئة خلف جراحك ..أعطنى أن أدرك أننى فيك محتميا بدمائك الثمينة ، ولذا لن يؤذنى شيء ..الرسول بولس كان يرى نفسه دائما مختبئا فى الرب ولذا فما أكثر المرات التى قال فيها عن نفسه أنه "فى المسيح" ..حبيب الرب يسكن لديه آمنا يستره طول النهار:

    يستره أى يغطيه cover him ..أيها الحبيب ، هل لك علاقة حقيقية بالرب يسوع ؟ هل تعرف كم يحبك ؟ هل تدرك أنه اشتراك بثمن لا يقدر العالم كله مجتمعا أن يسدده ؟ لقد اشتراك بالدم ..

    بدمه الثمين الذى سفكه بالآم وأهوال يعجز القلم أن يصف مدى فساوتها ..هل تثق إنه يحبك ؟الذى يثق أن الرب يحبه يثق أيضا أنه يتمتع بحمايته ..هيا .. هيا نثق فى حب الرب لنا .. هيا .. هيا نفتح قلوبنا لسكيب محبته ..هيا .. هيا نتمتع بحمايته ..هيا نرنم مع داود إحدى ترنيماته العذبة ..

    هيا ننشدها معه بملء الفرح وكل الصدق :

    "الرب نورى وخلاصى ممن أخاف الرب حصن حياتى ممن أرتعب إن نزل على جيش لا يخاف قلبى إن قامت على حرب ففى ذلك أنا مطمئن لأنه يخبئنى فى مظلته فى يوم الشر يسترنى بستر خيمته " (مز 27: 1-5) .

    ترنيمة أخرى مختلفة :

    ثم تأمل معى هذا المقطع الجميل الرائع من سفر أشعياء :

    "غنوا للكرمة المشتهاة أنا الرب حارسها أسقيها كل لحظة لئلا يوقع بها أحرسها ليلا ونهارا " (إش 27: 2،3) .

    والآن ألا تتعجب معى لما تعلنه هذه الكلمات ..لقد تعودنا أن نغنى ونسبح للرب يسوع ولكن هذه الآيات تقدم لنا أمرا آخرا مختلفا تماما ..

    الرب هو بنفسه الذى يدعو سكان السماء ليغنوا لنا ..المؤمنون على الأرض يغنون للرب الذى فى السماء ، والرب فى السماء يقود الملائكة ليغنوا للمؤمنين الساكنين الأرض ..

    أمر عجيب لا يمكن أن يفهم إلا فى ضوء أمر واحد هو حب الله المدهش لنا .. ثم تأمل كلمات الرب إنه يطلق علينا لقب "الكرمة المشتهاة " ثم يؤكد قائلا "أنا حارسها" .. الرب يحرسنا ، هو الذى يقول ألا تصدقه ؟! .. لماذا إذن تقلق ؟ لماذا تسمح للمخاوف أن تعذب نفسك ؟ لماذا لا تردد دائما كلمات داود النبى "الرب يحامى عنى " "مز 8:138) ، محتماى فى الله " (مز 7:62) .

    ثم انظر أيضا ماذا يقول الرب "أسقيها كل لحظة " .. آه يا للحب العجيب المعلن لنا هنا .. هل سمعت عن زارع يسقى حقله طول الوقت .. الرب يسوع الزارع الأعظم يسقينا كل لحظة ، ونحن فى الخلوة معه كما ونحن نعمل ونقابل الناس ..

    أثناء اليقظة وكذلك وقت النوم .. كل لحظة .. كل لحظة .. إنه يهتم بنموك الروحى أكثر جدا جدا من اهتمامك أنت .. هو يحبك ، يرعاك "حسب كمال قلبه " ويهديك "بمهارة يديه " (مز 72:78) ، "يفدى من الحفرة حياتك " (مز 4:103) .. ويجعل كل الأشياء تعمل معا لخيرك (رو 28:Cool .

    • ألا تهدأ .. فالذى أعلن عن نفسه فى المزمور إنه الحارس الذى لا ينعس ولا ينام ها هو هنا يعلن مرة أخرى إنه يحرس ليلا ونهارا ..

    أيها القارئ .. هل تثق أنك " حبيب الرب " ..

    إذن كيف تخف إذا انكسر فى لحظة ما مجداف قاربك أو حتى إذا تحطم القارب ذاته .. ثق إنه إله صادق وحتما سيتمم وعده .. سيحرسك ليلا ونهارا .. ثق إنه يشعر بك :ذات يوم وقف الرب وسط المتألمين لموت لعازر ، ففاضت عيناه الوديعتان بدموع غزيرة .. آه ، إن قلب الرب حساس جدا "يرثى لضعفاتنا " (عب 15:4) .. يحبنا فيتألم لآلامنا .. آلامنا صارت بالفعل آلامه ..

    والآن إلى آية من العهد الجديد:

    تأمل معى ما قاله الرب يسوع فى إنجيل متى

    "أما أنتم فشعور رؤوسكم جميعها محصاة" (متى 30:10)

    الأصل اليونانى لكلمة محصاة تعنى ذات أرقام "numbered" وليس مجرد إحصاء للعدد الإجمالي "counted" كل شعرة فى الرأس لها رقم خاص ويعرف الله ترتيبها ، وكأن هناك قائمة خاصة لشعر كل منا فإذا سقطت منه واحدة تسجل أمام رقمها ما يشير إلى سقوطها .. يا لسمو هذا الحب .. لا مثيل له .. الرب يهتم بأصغر شئ فينا ، فكيف إذن نستسلم للمخاوف ! كيف نشك فى عنايته ؟ ..

    إننا فى كل مرة نفعل هذا نكسر قلبه ..ثم تأمل معى كلمات الرب السابقة لهذه الآية مباشرة ..

    الرب يقول "أليس عصفوران يباعان بفلس وواحد منها لا يسقط بدون أبيكم " (متى 29:10) .

    انظر ، الآية لا تعنى فقط أن الرب يعلم بسقوط العصفور القليل القيمة فى نظر الناس بل أكثر .. هذا العصفور لن يسقط أبدا وحيدا ، الآب السماوى سيكون بنفسه معه ..أليس هذا معزيا جدا لنا ، ولا سيما حينما نضع فى أذهاننا أننا فى نظر الآب السماوى أفضل من عصافير كثيرة ..

    الوحى يقول عن المؤمنين أنهم حدقة عين الرب (تث 10:32) ..

    آه يا لقوة هذا التعبير .. أليست العين هى أغلى ما يمتلكه الانسان ؟

    نعم ولذا استخدم الرب هذا التشبيه ليقول به لكل مؤمن

    "صرت عزيزا فى عينى ، مكرما وأنا قد أحببتك " (أش 4:43) ..

    كم أنت ثمين لدى ، ما يجرحك يجرحنى وما يؤلمك يؤلمنى .. لا تنظر إلى قاربك الذى تحطم ، ولا تنصت إلى صوت أمواج المياه الرهيب .. أغمض عينيك بسرعة عن العيان .. أغلق أذنيك عن سماع كلمات التخويف ..هيا أدخل إلى مخدعي .. وافتح كتابى الذى أعطيته لك.. واقرأ عن حبى .. سيعود السلام إلى داخلك .. وستفرح بالقارب المحطم لأنه أعطاك فرصة ذهبية لتختبر بعمق ، حبى وقوتى ..

    الرسالة الأخيرة

    واكتب إلى ملاك كنيسة الادوكيين هذا يقوله الأمين الشاهد الأمين الصادق بداءة خليقة الله ... أنا عارف أعمالك ... انك لست باردا ولا حار ... ليتك كنت باردا او حارا ... هكذا لأنك فاتر .... ولست باردا ولا حارا ... أنا مزمع أن اتقياك من فمى ... " ( رؤ 3 : 14 – 16 ) .
    هذه الكلمات هى جانب الرسالة إلى كنيسة اللاودكيين .. وهى فى الترتيب الأخيرة فى الكنائس السبع التى كتب إليها رب المجد يسوع .... وان كانت كلمات كل رسالة هى إلى كل احد فى كل جل .... إلا انه يمكن القول بأن الرسائل والكنائس السبع يمكن أن تكون سرائرية أو رمزية وترمز إلى عمر الكنيسة على الأرض فكما أن كنيسة أفسس ترمز إلى الكنيسة الرسولية فى عصر الرسل ... فان كنية اللاودكيين ترمز إلى الأيام الأخيرة فلنتأمل فى هذه الكلمات .
    أولا : الهشيم والنار :
    يقول الروح القدس بلسان الحبيب يوحنا " اكتب إلى ملاك كنيسة الادوكيين " فى حين انه يقول لبقية الكنائس التى فى : ( أفسس – سميرتا – برغامس – ثياتيرا – ساردس – فيلادلفيا ) ولم يقل أبدا اكتب إلى كنيسة الافسسيين مثلا أو إلى كنيسة الساردسيين .... "
    بل إلى الكنيسة التى فى سادرس " اى أن هناك فاصلا بين الكنيسة وبين ساردس التى تثمل العالم .... وفقط فى الرسالة الأخيرة هذه يكتب إلى كنيسة اللادوكيين .... ومعنى هذا انه لم يعد هناك اى فاصل بين الكنيسة ومدينة لادوكية . والتى تمثل العالم .... وفقط فى الرسالة الأخيرة هذه يكتب إلى كنيسة الادوكيين .... ومعنى هذا انه لم يعد هناك اى فاصل بين الكنيسة ومدينة لادوكية . والتى تمثل العالم وإذا عرفنا أن هذه المدينة فى ذلك الوقت اشتهرت بالغنى والشر .... واتشح قدامان المعنى المقصود بديباجة الرسالة ...
    وهو أن الكنيسة فى الأيام الأخيرة سوف تختلط بالعالم ... والعالم ورجوعه سوف يدخل إلى الكنيسة ويصبح المؤمنون أو المدعويين نصارى فى ضعفهم الروحى مثل الهشيم الذى سوف تسرى فيه نيران شرور العالم ويرتد المؤمنون .... وممكن أن يمتلك المؤمن كل شىء فى ذلك الوقت فيما عدا المسيح ويفكر المسيحى فى كل أمر .... ما عدا خلاصه وحياته الأبدية ...
    ويمكن أن يهتم اهتمامات كثيرة ويهمل الأمور الروحية .... وتصبح الكنيسة كعروس خائنه لعريسها .... الذى يذكرها بأمانة إذ يقول :
    " هذا يقوله الأمين الشاهد الأمين الصادق "
    .... بداءة خليقة .... " وكأنه يقول " أنا الحق ... وكل مواعيدى صادقة ... ورغم عدم أمانة المسيحيين سأظل أمينا .. وكأنه يحذر المسيحيين من نيران الخيانة .... والزنى الروحى ... والجرى وراء أباطيل العالم .. وأيضا يحذرهم من روح العالم القاتلة .. والتى تخرق النفس بنار الارتداد ..
    فحذارى من النشاطات التى تمارسها بعض الكنائس ، والتى فى جوهرها جسدية مثل المصايف – المسرحيات – الرحلات الغير روحية – والأسر أن خلت من الرعاية الكهنوتية .... وغيرها من الأنشطة التى تخدم الجسد وتشغل النار فى هيكل الروح ... وحذارى أن روح العالم تصيب المؤمنين بالهون الروحى ... فيصبحوا مثل الهشيم فى اليبوسة .. والضعف وقلة المقاومة ....
    والعرضة للدوس والهوان وأيضا عرضه للحريق وتتحول الحنطة إلى زوان بل واخطر من ذلك إذ قد يحترق الزاون .
    ثانيا : انطفأت النار :
    اى أنار الروح القدس فى المؤمنين .... بسبب ارتباط المؤمنين ... بسب ارتباط المؤمنين بالعالم ... ولذا فان تقرير الروح القدس عن حالة المؤمنين فى أواخر الأيام : " أنا عارف أعمالك انك لست باردا ولا حارا ليتك كنت باردا أو حارا هكذا لأنك فاتر " وبعدئذ ، أن حالة المؤمنين فى الأيام الأخيرة .. توصف بالفتور .. فلا هى النفوس الباردة اى غير المؤمنة أو الشريرة ...
    فهذه أو تلك يكون لها رجاء أن تؤمن أو تتوب ولا هى بالحارة كالمؤمنين الممتلئين بروح الله ... والحارين فى الروح .... بل يقصد المكتوب أن المسيحيين تنطفىء فيهم نار الروح القدس أما لأنهم صاروا اكنفوا ببرهم الباطل وأما أنا روح العالم التى ملاءت قلوبهم بالبرودة .... فانطفأ فيهم الروح القدس .... وأصيبوا بالفتور ... وصاروا يعرجون ما بين العالم وبين الكنيسة : ما بين الجسد وما بين الروح

    فلا مانع من الصلاة وارتياد الكنائس
    ولا مانع من ارتياد أماكن اللهو والدنس
    ولا مانع من التسليات الروحية
    ولا مانع من التسليات الجسدية والعالمية
    ولا مانع من اجتماعات المستهزئين .
    ولا مانع من الترانيم والتسابيح الروحية
    ولا مانع من أغاني العالم
    ولا مانع من أن تغطى الراسى فى الكنيسة
    ولا مانع من أن يعرى الجسد خارج الكنيسة ...... ولا مانع من التناول من كاس الرب .
    ولا مانع من شرب كاس الشيطان
    ولا مانع . ولا مانع ... فقد انطفأ الروح المبكت .. وتبلدت الحواس وصار كلام الوعظ لا يؤثر . بل ولم تعد هناك رغبة فى سماع العظات ...
    بل وصارت النظرة اى من يعظ نظرة ازدراء .... وتجمع أشباه المسيحيين حول من يكلموهم بالناعمات وصاروا ينظرون إلى الحارين بالروح بأنهم متهورون ومندفعون – وغير واقعيين .... ولا مانع بان يصفوهم بالجنون ... بأنهم مختلون ويعيشون فى وهم وفى خيال ...
    وان كلمات الإنجيل فى نظرهم لم تعد تصلح لهذا الجيل .. وانطفأت النار ... نار الروح القدس .... وحزن الروح فى مؤمنين كثيرين .. وساد الجسد .. وسادت الشهوات ... وخبى النور وتبدلت الأعمال فعوض أعمال المحبة وطريق القداسة ...
    سادت أعمال الشر والنجاسة والدنس .. ومحبة الناس لأنفسهم ومحبة المال والعظمة والكبرياء والتجديف وعدم الطاعة للوالدين وللكنيسة وعدم الشكر وعدم الحنو وعدم الرضى وعدم النزاهة والشراسة والخيانة والاقتحام والتصلف ومحبة اللذات وإشباع كل شهوة وعدم محبة الله ( 2تى 3 : 1- 4 )
    كل هذه الصفات يكتبها الروح القدس ليسجل بها حالة المؤمنين اى الكنيسة فى الأيام الأخيرة ... ويؤكد على إنهم شابهوا العالم واختلطوا به إذ يقول : " لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها .... " ( 2تى 3 : 5 ) . ثالثا : رجلك والنار :
    أمام هذه الحالة المرة والتى سوف تكون عليها نفوس كثيرة فى الأيام الأخيرة ... يقول السيد المسيح الشفيع . والديان العادل : " هكذا لأنك فاتر " ولست باردا أو حار أنا مزمع أن اتقياك من فمى ط وذلك الإنذار الرهيب يحمل فى طياته رفض الرب التام لحلة الفتور وانه يبغض تمام لا الإنسان الفاتر بل حياة الفتور ... ولا يطيقها .... كما قال مرة : " لست أطيق الآثم والاعتكاف "
    ( أش 1 : 13 ) وأيضا فى ذلك الإنذار الرهيب يحمل فى طياته الطرح فى جهنم النار الأدبية لأولئك ... ومن لم يسلمه القلب والحياة .. ومن لم يدخل فى عشرة حقيقية معه ... لمثل أولئك ولغيرهم يوجه لرب إنذاره الشديد " أنا مزمع أن اتقياك من فمى " " أنا مزمع أن أقطعك ... " اعلم أيها الفاتر انك قريب من النار .. وقريب من النهاية المرة .. " فكن غيورا وتب

    نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين سبتمبر 16, 2024 10:04 pm